إن كان الاسلام دخل إلى المغرب من الشرق، فإن تأثير المغاربة في المشرق جاء عن طريق علماء الصوفية. نقدم لكم لائحة أشهر 10 متصوفين مغاربة مدفونين في المشرق تركوا بصمات وأتباع لمدارسهم الصوفية حتى وقتنا هذا.
الإمام البوصيري
ولد البوصيري في قرية دلاص في صعيد أسرة ترجع جذورها إلى قبيلة صنهاجة الأمازيغية بالمغرب، انتقل أبوه إلى مصر حيث واصل تلقى علوم العربية والأدب. اعتنى البوصيري بالسيرة النبوية واشتهر بشعره في مدح الرسول. وتعد قصيدته “الكواكب الدرية في مدح خير البرية” أو المعروفة باسم “البردة” من أهم وأشهر أعماله.
يعد الإمام البوصيري إمام الشعراء، وأشعر العلماء، غزير العلم، متعدد الجوانب، اشتهر بمدائحه النبوية التي اتسمت بالرصانة والجزالة، وجودة الألفاظ، وبراعة النظم، فكانت مثالا يتبعه الشعراء لينهجوا على منواله ويسيروا عليه، وفي هذه الحلقة سنعرف بهذا العالم الجليل الذي أنار الطريق إلى المدائح النبوية وجعلها نبراسا يهتدى بها.
اسمه ونسبه:
أجمع المؤرخون على أن اسمه محمد، واسم أبيه سعيد، ثم اختلفوا في سائر نسبه؛ فقد ذكر الكتبي أن اسمه محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن ملال الصنهاجي؛ كان أحد أبويه من أبو صير والآخر من دلاص، فركبت له نسبة منهما وقيل الدلاصيري، لكنه اشتهر بالبوصيري، كما ذكر الصفدي أن أصله مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد بن محسن بن عبد الله ابْن حياني بن صنهاج بن ملال الصنهاجي شرف الدّين أَبُو عبد الله كَانَ أحد أَبَوَيْهِ من بوصير والآخر من دلاص فَركب له نسبة منهمَا وَقَالَ الدلاصيري وَلَكِن اشْتهر بالبوصيري، وكانت له أشياء مثل هَذَا يركبهَا من لفظتين مثل قَوْله فِي كسَاء لَهُ كساط فَقيل لَهُ لماذَا سميته بذلك قال لأَنِّي تارة أجلس عليه فهو بساط وتارة أرتدي بِه فَهو كسَاء وَأهل العلم تسمى مثل هَذَا منحوتاً كَقَوْلِهِم عبشمي نِسْبَة إِلَى عبد شمس، وأَصله من المغرب من قلعة حَمَّاد من قبيل يعْرفُونَ ببني حبنون.
فاتفق أنه أصابه فالج أبطل نصفه، وتعطل مدة، فلما أَمَضَّهُ ذلك عزم على نظم قصيدة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشفع بها إلى الله تعالى ينجيه مما به، فنظم القصيدة التي تعرف بالبردة.
وكان مختصر الجسم، وفيه كرم، وله شعر فائق، وكان يعاني صناعة الكتابة الديوانية ويتصرف في المباشرات.