منبر بريس: الرباط
وضع الارتفاع الصاروخي في أسعار المحروقات، عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، في مرمى الانقتادات، بالنظر إلى كونه أبرز وجوه قطاع المحروقات في البلاد، وصلت إلى حد اتهامه بـ”تضارب المصالح”.
صحيفة “lemonde” الفرنسية تطرقت إلى هذا الموضوع، حيث أوردت أن أخنوش، الذي دافع عن نفسه في البرلمان الأسبوع الماضي، ضد هذه الانتقادات، بالقول إنها مجرد “أكاذيب”، وأن الأمور ما زالت كما “هي منذ عام 1997″، سيكون في موقف ساخن، بسبب دوره المزدوج، كرئيس حكومة، ومساهم رئيسي في شركة “إفريقيا”، الرائدة في سوق المحروقات بالبلاد، إلى جانب “توتال” و”شيل”.
وتابعت الجريدة الفرنسية، أن المندوبية السامية للتخطيط، حذرت، من أن أسعار المواد الاستهلاكية ستواصل الصعود إلى “مستويات أعلى من متوسط العقد الماضي”، مسترسلةً أنه نتيجة لذلك، فإن ثقة الأسر المغربية منذ بداية السنة الحالية، وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 2008.
وأوضح المصدر، أنه ليست المرة الأولى التي يمر فيها المغرب، الذي يعتمد على واردات النفط والغاز، بمثل هذه الأزمة، حيث سبق للدولة التي كانت تدعم البنزين والديزيل، ضمانا لـ”السلم الاجتماعي”، قبل سنة 2015، أن عاشت أوضاعا مشابهة بعد رفع الدعم، بسبب تكلفته العالية على خزائن الدولة، حيث كانت تخطط الحكومة وقتها، لتعويضه بمنح تعويضات مالية شهرية للفقراء.
في سنة 2018، تضيف “لوموند”، بعد ثلاث سنوات من تحرير السوق، اندلعت فضيحة جديدة، حيث اتهم تقرير برلماني، موزعي الوقود بكسب هوامش ربحية مفرطة، على خلفية تنديدات بارتفاع الأسعار على مواقع التواصل الاجتماعي، ليجد رئيس شركة “إفريقيا”، ووزير الفلاحة والصيد البحري وقتها، عزيز أخنوش، نفسه، في قفص الاتهام، في واقعة تجسد، حسب الصحيفة، “التواطؤ بين عالم الأعمال والطبقة الحاكمة”.
وتابعت أن مجلس المنافسة، أقر في يوليوز 2020، فرض غرامات على ثلاث شركات للمحروقات وهي “إفريقيا”، و”توتال” و”شيل”، بنسبة تصل لـ 9 في المائة من مبيعاتها السنوية، لكن لم تطبق هذه العقوبات، بعد إقالة الملك محمد السادس، لرئيس المجلس إدريس الكراوي.
وأشارت الجريدة إلى أن أرباح الموزعين، وصلت منذ تحرير السوق ولغاية سنة 2021، لأكثر من 45 مليار درهم، متابعةً أن حسين اليماني، مندوب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أكد، في هذا السياق، أنه “أيا كان مصدر الارتفاع في سعر البرميل؛ حرب، نقص، وباء، فإن الموزعين يأخذون أرباحهم وكأن شئا لم يحدث”.
وتطرقت الصحيفة الفرنسية، إلى عدد أسبوعية “تيل كيل”، الذي تضمن في واجهته، صورتين لأخنوش، واحدة حزينة، والثانية مبتسمة، معلقة عليها بـ: “رئيس الحكومة السلبي”، و”رجل أعمال سعيد”، لتنقل عن الخبير الاقتصادي محمد بنموسى قوله، إن “تضارب المصالح واضح داخل الحكومة”.