منبر بريس
دابزو يا الفيران على خميرة الجيران
يضرب المثل في الذين ينشغلون بأمور غيرهم وينسون أمورهم الخاصة..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” حديث حسن رواه الترمذي.
يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف إلى الطريق الذي يبلغ به العبد كمال دينه وحسن إسلامه وصلاح عمله فبيّن أن مما يزيد إسلام المرء حُسنا أن يدع ما لا يعنيه ولا يفيده في أمر دنياه وآخرته .
معنى الحديث : أن النبى (صلى الله عليه وسلم) يوجه أمته بالاشتغال بما ينفعها ويقربها من ربها ، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية فمن اشتغل بالناس نسي أمر نفسه وأوشك اشتغاله بالناس أن يوقعه في أعراضهم بالقيل والقال كما أن انشغال المرء بنفسه وبما يَعينه فيه حفظ للوقت ومسارعة في الخير .
وقوله ” تركه ما لا يعنيه ” الترك المقصود به في هذا الحديث يشمل أمورا كثيرة منها ترك فضول النظر لما في التطلع إلى متاع الدنيا من إفساد للقلب وإشغال للبال وترك فضول الكلام ولغو الحديث لأنه يتعلق بجارحة خطيرة ألا وهي جارحة اللسان .
ويوضح الحديث أن الضابط الصحيح لترك ما لا يعني هو الشرع لا مجرد الهوى والرأي لذلك جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) أمارة على حسن إسلام المرء فإن بعض الناس يترك أموراً قد دلت عليها الشريعة بدعوى أنها تدخل في شؤون الآخرين فيُعرض الإنسان عن إعطاء النصيحة للآخرين ويترك ما أمره الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة احترام الخصوصيات وكل هذا فيه إبتعاد عن الشرع وبُعد عن هدى النبوة فإنه (صلى الله عليه وسلم) كان تاركا لما لا يعنيه ومع ذلك كان ناصحا مرشدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر .
ما يستفاد من هذا الحديث الشريف حرص الشرع على حفظ الإنسان من ضياع وقته ودينه مما يعين العبد على تزكية النفس والتزود من الصالحات.
