منبربريس

أمثال شعبية مغربية مع معانيها -14-

منبربريس16 أبريل 2022آخر تحديث : منذ سنتين
منبربريس
فن وثقافةمجتمع
أمثال شعبية مغربية مع معانيها -14-

منبر بريس

دير الخير.. وارميه في البحر

يعرض المثل لأهمية فعل الخيرات، ويطالب الناس أن تصنع الخير وأن تلقيه في البحر دون أن تنتظر شكراً من الناس أو تعليقا على المعروف؛ والحقيقة أن صنع الخير والمعروف لا تكون نهايته البحر وإنما يكون أجره مدخرا عند الله.

العطاء دون مقابل بأشكاله العديدة، سواءً من خلال ابتسامةٍ أو مساعدةٍ بسيطة أو مدّ يد العون لمن يحتاج هو سلوكٌ أقرب إلى النفس البشرية. لأنه يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسرّ متلقي هذا الفعل. فمبادرة الإنسان بالمعروف ورقيّ خلقه ونفعِه الآخرين يمكن أن تكون سبباً لسلامته النفسية والبدنية. بل يمكن أن تستدعي البَركة في عمره.

أفعال الخير لا تخلق في نفوسنا وفي نفوس الآخرين إحساساً بالسعادة فحسب، بل إن دراساتٍ علمية أثبتت أثره على المنظومة العصبية التي تتحرك بموجبها آلياتُ الدماغ. فحين نتيحُ لأنفسِنا تقديم مساعدة للآخرين فإننا نفتحُ – في الحقيقة – سبلاً عصبية تنعش مشاعر الرضا في نفوسنا، فيتدفق هرمون “الأندورفين” ليرفع من أداء الناقلات العصبية التي يحتاجها التفكير الذكي.

إن لعمل الخير سراً من أسرار السعادة وأثراً معدياً يصل إلى الآخرين فيلهمهم إلى الاقتداء به. لأنّ رؤية أحد الناس مِقدامًا على فعل الخير، ينمّي لدى الآخرين – في الغالب – مشاعر تدفعهم إلى إتيان أفعال خيّرة. وهكذا فإن فعلنا للخير يمكن أن يجعل من العالم مكاناً أفضل وأكثر ملاءمةً للعيش فيه.

خلاصة القول، عمل الخير سعادةٌ لا يضاهيها شيء، يعود بنفعه على فاعله ويتجاوز ذلك إلى متلقّيه. وهو عادةٌ يمكن تطويرها في أيّ مكانٍ وزمان. ومهما كلّف هذا العمل من جهدٍ وطاقة ومال، فإن التكلفة تُعدّ شيئاً زهيداً لا يُذكر ولا يُقارن مع حجم السعادة والرضا والراحة النفسية التي يشعر بها أثناء أدائه، شعورٌ قد يدومُ لأشهرٍ، إن لم نقل لسنوات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

Ad Space
الاخبار العاجلة