ليون بن زاكين كان أول يهودي يتقلد منصبا رفيعا في مغرب ما بعد الاستقلال، حيث كان الطبيب الخاص للملك الراحل، محمد الخامس، وشغل منصب وزير البريد والتلغراف والتلفون، ثم بعد ذلك وزيرا للصحة في حكومة مبارك البكاي، أول حكومة بعد إعلان استقلال المغرب عن الحماية الفرنسية.
هذا الحضور وجد صداه في الدراسات الأكاديمية بالمغرب، إذ خصص محمد الحاتمي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب سايس بفاس، والمتخصص في تاريخ اليهود بالمغرب، جزءا من أطروحته للدكتوراه لتسليط الضوء على قصة بن زاكين، حيث يقول إن الحديث عن النية في تعيين وزير يهودي، بدأت خلال محادثات “إيكس ليبان” ضمن التصورات العامة التي طرحها الوطنيون في موضوع شكل ومضمون النظام المغربي بعد الحصول على الاستقلال.
العديد من المؤشرات، يضيف الحاتمي، تدل على أن الأصل في الفكرة، يعود إلى رغبة السلطان نفسه في أن تحظى جميع مكونات الشعب المغربي بنصيب من ثمار الاستقلال، مضيفا “هي رغبة عبر عنها خلال لقاءاته المتعددة مع الوطنيين وأصدقاءه الفرنسيين، وهو ما يزال في المنفى، وقد حصل ما يشبه الاتفاق بين جميع الوطنيين المغاربة في الموضوع على اعتبار أن المغرب المستقل مدعو إلى تقديم براهين وإشارات والقيام بمبادرات تدل على عزم الرجال الجدد على تحقيق قطيعة مع القيم المخزنية القديمة والممارسات الاستعمارية”.
وقال المؤرخ محمد الحاتمي إن فكرة تعيين بن زاكين وزيرا في الحكومة ظهرت عام 1954 من قبل عدد من الوطنيين، مثل عبد القادر بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد، حيث التقوا بالسلطان محمد بن يوسف (محمد الخامس) في المنفى، واقترحوا عليه الفكرة ووافق عليها، مشيرا إلى أن تونس هي الأخرى عينت وزيرا يهوديا في أول حكومة لبورقيبة.
وذكر الحاتمي أن السلطان المغربي أشار، في أول خطاب له بعد العودة من المنفى بتاريخ 18 نوفمبر عام 1955، إلى أنه سيقوم بتعيين حكومة وطنية، وبدأت المفاوضات حول تشكيلتها، وطرحت عدد من الأسماء، وانتهى الأمر باختيار الطبيب ليون بن زاكين، الذي رفض في البداية تقلد منصب حكومي.