حين كانت الحدود مفتوحة بين المغرب والجزائر٫ وأنا طالب في جامعة محمدالاول بوجدة٫ قال لي طفل صغير يبيع أكياس التسوق في وجدة: خويا.. نتا دزايري؟ تصنعتُ الإجابة لأعرف جوابه.. فقلتُ له: نعم.. ابتسم وراح يتبعني في تسوقي.. رغبة منه أن يظفر بالدينار الجزائري… رأفة به منحتُ له ما أراده رغم حاجتي وفاقتي.. فانصرف كالضباب تُشرق عليه الشمس..
ومثله كالتجار الذين اختلطت لهجتهم الوجدية بالوهرانية.. وتلمسان بالبركانية وعين تموشنت بالناظورية وسيدي بلعباس بالسعيدية..
وجدة المغربية كان يُسميها المغاربة: الصفراء.. بسبب كثرة السيارات الجزائرية ذات اللون الاصفر.. سواء سيارات الاجرة التي كانت تعُج بها شوارع وجدة.. أو لوحة الترقيم باللون الاصفر..
الحدود مفتوحة.. ومعها فَتحَ رجال الأعمال المغاربة فنادق ومقاهي في وجدة فأسموها: فندق وهران.. مقهى مغنية.. مطعم بلعباس.. دكان تلمسان..
بل تجد في كل محل في شارع مراكش المشهور في وجدة علم الجزائر يُباع في كل الاصناف.. وإن اشتريت علما جزائريا يستحي الوجدي.. فيمنحك معه العلم المغربي وهو يقول: /بردي بردي تدي لعلام دزاير بلا علام المغرب/ كان عندهم عيب أن لا يقترن العلم الجزائري بالعلم المغربي..