اللسان مافيه عضم
المثال يضرب في ضرورة الاحتراس من التسرع في الكلام خاصة وقت الغضب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقل مالا تعلم ، بل لا تقل كل ما تعلم ، فإن الله فرض على الجوارح كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة).
دعوة إلى عدم التسرع في الكلام والتأني قبل الجواب فإن عدم الجواب خير من الجواب غير المناسب لما يستلزمه من كذب وتغيير للحقائق.
وإلى عدم التسرع في تبيان جميع المعلومات لأن بيان بعضها مورط، والعاقل بطبعه يبتعد عن المورطات.
ولا يمكن إنكار شيء، لأن جميع ما ينطق به الإنسان موثق عليه بما يدينه – احيانا – وتكون مادة تجريمه والتحريض عليه من خلال أعضاء بدنه.
إذن فاللازم عدم قول ما نجهله وعدم قول كل ما نعلمه بل يتوازن الإنسان بين المواقف التي ينبغي التكلم فيها او السكوت او قول بعض والسكوت عن البعض الآخر ليحفظ نفسه او غيره ولو لم يلتزم بهذا لتعرض للسؤال لأنه مراقب من حيث لا يمكنه التنصل والإنكار، ولم يترك ليتصرف بما يحلو له فيفعل ما يريد ويترك ما يريد بل على الإنسان ان يلتزم بما افترض الله تعالى عليه من واجبات والتزامات لئلا يضيع فرائض الله عليه.
اخدم يا التاعس لسعد الناعس
المثال يضرب أفة الاتكال والتواكل على الناس.. فالتوكل على الله والاخذ بالاسباب ضرورة شرعية.. بينما الاتكال والتواكل صفة مذمومة.
التوكل والتواكل أمران مختلفان، ويوجد بينهما فرقٌ كبير، فالتوكل من صفات المؤمنين الذي عرفوا قدر الله تعالى وعرفوا أن الأمر كلّه بيده، أما التواكل فهو من صفات الأشخاص الكُسالى الذين لم يفهموا معنى قدرة الله تعالى.
التوكل: تفويض الأمر كله لله تعالى مع الاخذ بالأسباب والسعي إلى تحقيق الأشياء التي يُريدها العبد كي يصل إلى ما يُريد من نجاحٍ وتحقيقٍ للأهداف والأمنيات، وهو من صفات المؤمنين المخلصين في عبادتهم لله تعالى، إذ يقول الله تعالى في محكم التزيل: {قل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
لذلك فإن التوكل على الله تعالى عبادة لا يقوم بها إلا المؤمن الصادق، أما في الاصطلاح الشرعي فإن معنى التوكل هو: الاعتماد على الله تعالى في دفع الضرر وقضاء جميع المصالح، وثقة العبد بربه أنه وحده القادر على كلّ شيء، لهاذ فإنّ من أهم الأسباب بين التوكل والتواكل أن التوكل فيه أخذٌ للأسباب الشرعية، أما التواكل فلا يأخذ فيه صاحبه بالأسباب. التواكل: عدم السعي وعدم الأخذ بالأسباب.
وهذا هو الفرق الأهم بين التوكل والتواكل، فالتواكل يُناقض التوكل، حيث لا يفعل معه العبد شيئًا سوى التمنّي دون عمل والانتظار دون سعي، والطلب من الله تعالى دون عمل أي شيء، فالمتواكل ينتظر نتيجة من الله تعالى دون عمل، وهذا مناقض للدين الإسلامي ومبادئه الأساسية، ويتصف المتواكل بالكسل وعدم الإنتاجية، لذلك فإنّ الله تعالى يُعين المتوكل ولا يُعين المتواكل.