إن كان الاسلام دخل إلى المغرب من الشرق، فإن تأثير المغاربة في المشرق جاء عن طريق علماء الصوفية. نقدم لكم لائحة أشهر 10 متصوفين مغاربة مدفونين في المشرق تركوا بصمات وأتباع لمدارسهم الصوفية حتى وقتنا هذا.
محمد المختار بن عبد الرحمن الشنقيطي
يعتبر من أعظم من أسهم في نشر الطريقة التجانية في شمال السودان .ولد في موريتانيا في عام 1820. وينحدر أصل أبيه من المغرب. وكان أبو العالية كثير الأسفار وجمع بين الدعوة والتجارة، فزار المدينة المنوَّرة وهناك نُصِّب مقدماً في الطريقة التجانية. ثم عاد إلى وطنه ومنه إلى تمبكتو وبرنو ووداي وأخيراً إلى السودان. وفي مصر عمل سفيراً لسلطان الفور ثم عاد للسودان ثانية عام 1858.
نسبه الشريف:
هو سيدنا محمد بن المختار بن عبد الرحمن أفلج الشنقيطي (وشنقيط بالمغرب الأقصى) . وهو شريف أباً وأماً حسني النسب ووالدته تسمى فاطمة العالية أي ا لشريفة .ميلاده المبارك :ولد في مدينة تشيت وتربى وقرأ فيها وحفظ القرآن قبل البلوغ بكثير ثم قرأ ما تيسر له من العلم نشأته الطيبة.
تربى أبوه وأمه على سيدي المختار الكنتي, وكانت أمه عالمة فقيهة أخذ عنها الحديث والعلم وكانا من أولياء الله عز وجل, وبشر والدته بعض الأولياء وهي حامل به إنَّ في بطنك غلاماً هو أعلى مقاما منك ومن والده, قال : وكنت أتعجب غاية العجب حتى أخذت طريقة شيخنا .
وأخذ عن نحو من أربعين شيخا ممن أخذ عن الشيخ ولكن أكثر إنتمائه إلى سيدي محمد السقاف وقد انتفع بحاله.وقد تتلمذ له سيبويية زمانه الشيخ سعد الدين الفلاتي تلميذ سيدي محمد بلو مع كشفه وعلمه وولايته وكان قد عزم على السفر من المدينة المنورة فلما رآه وشاهد أنواره أخرج متاعه من المركب وصحب سيدنا سنة كاملة. واجتمع سيدنا بصاحب منية المريد سيدي التجاني بن باب الشنقيطي وحبيبه في الله سيدي المختار بن تكرور عليهما الرضوان وأقاموا سنة بجوار رسول اللهحتى ماتا فدفنهما.سندهأجازه في الطريق الشيخ صالح بن أحمد المدني بالمدينة سنة 1262ه بالإجازة الكاملة جهوده ونشاطه ساح كثيراً في البلاد تارة بالتجارة وتارة بغيرها وكان يسافر بأهله وحاشيته ومعهم الخيام العظيمة الفاخرة ينزلون حيث شاء الله فيدعو الناس إلى كرمه ويعلمهم العلم ويعطيهم الطريق.
وكان من يراه لا يظنه إلا ملكاً عظيماً ووالله ما هو فيه خير من ملك الأرض كلها , وكانت له خيمة كبيرة خاصة بكتبه قام بالسفارة بين سلطان دارفور وبين الباب العالي بالاستانة ولقي سعيد باشا الخديوي بمصر كما ذكر ولده القاضي سيدي إبراهيم رحمه الله تعالى وأعطاه طريقة شيخنا وكذلك عائلة إخشبة المعروفة بأسيوط وكثير من أعيان القطر المصري إذ عاينوا من كراماته ما يبهرهم وأباح له سعيد باشا أن يأخذ من مكتبته ما شاء من الكتب ففعل فكان لديه مكتبة عظيمة يضرب بها المثل وجعل لها بيتاً خاصاً وأتقن نحوا من ثلاثين لغة.
وأما اللغات التي كان يخالط أهلها في الكلام فكثير وكانت الطيور والوحوش تألفه ولا تفر منه كما حكى من شاهد ذلك معه في السياحة وكان كثير البكاء والتضرع والابتهال تكاد تذهب روحه من خوف الله تعالى لا يستطيع أن يملأ جوفه من طعام ولا يستطيع أن يلبث ساعة من غير ذكر وفكر وكانت تتجلى له الحكمة الآلهية في الكائنات وقد حكى أنه كان إذا مر بشجرة يلهم منافعها بمجرد وقوع بصره عليها وكان واسع الثراء غمر الناس برفده وأغرقهم في بحار كرمه لا يبالي بذم الناس ولا مدحهم وكان يفر من الدنيا وهي تتبعه وخرج من جميع ما يملك مرارا وتجرد منها وهي تعود إليه.
مرة منها بدارفور مر على القبور فرأى حالة أهلها ورأى قوما يعزفون ويرقصون قريبا منهم فتولاه حال شديد ففرق ماله بأجمعه وأعتق الرقيق كله وخير نساءه ووقع على الأرض منجدلا سبعين صباحا. ومرة أخرى بدارفور أيضا ومرة بمكة طلق الدنيا ولبس جبة مرقعة وصار يسقي الماء على كتفه لا يأخذ من أحد شيئا. ثم رحل إلى سواكن وتوطن فيها مدة وكان يغلب عليه الحال ثم سافر إلى بربر وتوطن بها مدة وظهر فضله وتوالت كراماته وكان بعكس مشايخ الزمان فإنه كان هو الذي يتولى الاهداء لتلاميذه وكان هو الذي يتولى خدمة نفسه وضيفانه بنفسه وشوهدت البركة في طعامه.
ومات له في حياته أكثر من ستين ما بين ذكر وأنثى وتزوج ما ينيف على الثلاثين وأما السراري فشئ كثير وترك عشرة أولاد وأربع بنات وكان يصلي التراويح اثنتي عشرة ركعة ويستدل بحديث سيدتنا عائشة رضي الله عنها وكان يكره الأجر على القربات.
وقد لقي ربه سنة 1301 ه بدنقلا ودفن بمكانه الذي هو فيه الآن تبع مروي.ومنهم العلامة الجليل والحبر الفهامة القاضي أحمد عبد الرحمن وكان شيخنا يعامله معاملة خاصة ويكرمه وينوه بشأنه قال : جلت المشرق والمغرب فما رأيت للقاضي أحمد نظيرا في العلم والعمل وزوجه ابنته.ومنهم الشيخ علي ولد أحمد عثمان وكان بعض خاصة أصحابه يقول له إني أعرف أبا بكرك ويشير إليه.ومنهم الفقيه الشيخ عبد الرحيم الغبشاوي كاتبه الخاص واللسان الناطق الذي كان يحسن التعبير عما يحب الشيخ أن يكتبه (وكان الشيخ يقول عنه كرتوب أي جراب ملآن جواهر) وكان فانيا في سيدنا فإن حُمَّ حُمَّ وإن مرضت عينه مرضت عينه ومن العجائب أن الشيخ أصابته شوكة ففي ذلك الوقت تصادف أن أصابت الفقيه عبد الرحيم شوكة كذلك ومنذ اجتمع بالشيخ ترك أهله وتجرد عن الدنيا ولزم صحبته إلى أن توفي بعده يوم الاثنين 17 ربيع أول سنة 1300ه.ومنهم سيدي الشيخ أحمد هاشم وأولاده الشيخ محمد هاشم صاحب المقدمة في مولد سيدنا والشيخ الطيب هاشم مفتي السودان ومؤلف ديوان الفيض الرباني في مدح سيدي أحمد التجاني والشيخ أبو القاسم هاشم شيخ العلماء بالسودان ومؤسس المعهد العلمي بأم درمان. وكلهم من خاصة أصحاب سيدي أبن المختار رضي الله عنهم.منهم الفكي الحسن ولد الفكي عبد القادر الجعلي الجودلابي جامع ديوانه ووارداته وعلومه ومعارفه.