منبر بريس
للمساجد في المغرب، جمال خاص. فهي تحكي قصص حضارات وتاريخ وحقبات مختلفة، وتعكس فن الإبداع المعماري حيث الأنماط الزخرفية الرائعة والأساليب الخاصة في بناء القباب والمآذن والصومعات والشرفات والحدائق وبرك المياه التي تزيدها رونقاً.
مسجد تينمل بالأطلس الكبير
المسجد الأعظم بمدينة تينمل قرب مراكش، المغرب هو مسجد تاريخي، و هو مهد الدولة الموحدية.
شيد هذا المسجد من لدن الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي حوالي سنة 547 ه/ 1153 م، ويقع بتينمل بالأطلس الكبير ويتسع بالعرض أكثر من العمق، وتشكل الصومعة استثناء من حيث شكلها إذ تتخذ تصميما مستطيلا، وتتواجد وراء المحراب ويبرز هيكلها خارج جدار القبلة.
يضم المسجد الأعظم بتينمل بيتا للصلاة ذا تسع بلاطات عمودية، وصحنا مستطيل الشكل.
تمكن المغرب سنة 1995 من تسجيل العديد من المواقع في لائحة التراث العالمي، ومن بينها موقع المسجد الأعظم لتينمل التي انضمت إلى “قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب” سنة 1995 ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو.
تخليدا لذكرى المهدي بن تومرت أمر خلفه السلطان عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل.
بني المسجد بتصميم ذي شكل مستطيل على مساحة طولها 48,10مترا وعرضها 43,60 مترا وهو محاط بسور مرتفع تعلوه شرفات. تتكون قاعة الصلاة من تسع أروقة موجهة نحو القبلة، كما يشكل التقاء البلاط المحوري والرواق الموازي لجدار القبلة شكلا هندسيا على نحو الحرف اللاتيني T. أما القباب الثلاث فتتوزع بشكل منتظم على طول رواق القبلة، إلا أنه لم يتبق منها إلا واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية. ترتكز أروقة المسجد على دعامات مبنية من الآجر بواسطة أقواس متنوعة الأشكال، تساهم في إعطاء جمالية خاصة لقاعة الصلاة، وتعلو المنبر والمحراب صومعة مستطيلة الشكل، وهو ما يعتبر استثناء في هندسة الجوامع بالمغرب. أما الصحن فيمتد شمال غرب قاعة الصلاة وهو محاط بأروقة. من حيث الزخرفية يشكل محراب تينمل إحدى روائع الفن الإسلامي بالمغرب.و صفوة القول أن مسجد تينمل يتميز بأحجام متوازنة وتناسق تركيبي تدريجي لمرافقه المركزة جميعها على عنصر المحراب ليس فقط على مستوى الزخرفة بل وحتى على مستوى الترابطات الهندسية وترابطات الأحجام