منبر بريس
للمساجد في المغرب، جمال خاص. فهي تحكي قصص حضارات وتاريخ وحقبات مختلفة، وتعكس فن الإبداع المعماري حيث الأنماط الزخرفية الرائعة والأساليب الخاصة في بناء القباب والمآذن والصومعات والشرفات والحدائق وبرك المياه التي تزيدها رونقاً.
مسجد باب عجيسة بفاس
مسجد “باب الكيسة” أو مسجد “باب عجيسة” حسب التسمية الأصلية، هو جامع عريق يعتبر من أجمل مآثر مدينة فاس العتيقة.
يقع مسجد «باب عجيسة» فوق مرتفع صخري، الشيء الذي أعطاه شكلًا خاصًا بسبب انحدار الموقع الذي شيد عليه. ويتمتع المسجد من موقع علوه بمنظر جميل لمدينة “فاس”.
يرجح المؤرخون أن المسجد شيد في عهد الدولة المرينية، إذ يحمل عمود صغير، مثبت على إحدى زواياه الخارجية، تاجًا رخاميًا نُقش عليه اسم السلطان “أبو الحسن المريني”، الذي حكم المغرب ما بين سنة 1331 وسنة 1351 ميلادية، ورممت مدرسته في عهد الدولة العلوية على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله بن اسماعيل في القرن 12 هجري- 18 ميلادي.
أما إسم المسجد فأخذ من إسم الباب الشمالي للمدينة الذي يوجد المسجد بمحاذاته على السور العريق للمدينة، والذي يعد من أهم مداخل مدينة “فاس”، ويعود بناؤه إلى أحد الأمراء الزناتيين اسمه الأمير عجيسة؛ ومع المدة اختصر سكان “فاس” إسم الباب والمسجد في «جيسة»، مع نطق حرف الجيم كما ينطقه المصريون.
تقدر المساحة الإجمالية لمسجد باب عجيسة بـ 1133 مترًا مربعًا، بينما تبلغ مساحة قاعة الصلاة 500 متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 660 من المصلين.
يضم المسجد قاعة للصلاة مستطيلة الشكل ومكونة من بلاطتين متوازيتين لجدار القبلة، وصحن مربع مكشوف يحيط به رواق من ثلاث جهات، ومدرسة تضم عددًا من الغرف الموزعة على طابقين والمخصصة لإيواء طلبة العلم.
تشتمل الواجهة الشمالية للمسجد على منارة مربعة الشكل ويوجد بالواجهة الجنوبية جنوب للمحراب جامع الجنائز، وللجامع المذكور ميضأة وممر ماء قادم من موضع قرب حجر البستيون، خارج باب عجيسة.
يتميز المسجد بشكل جميل من الخارج ومن الداخل أيضًا، سواء من حيث هندسته أو المقاييس التي اعتمدت في بنائه، وهو نموذج حي لجمال العمارة العربية الإسلامية في المغرب.