إن كان الاسلام دخل إلى المغرب من الشرق، فإن تأثير المغاربة في المشرق جاء عن طريق علماء الصوفية. نقدم لكم لائحة أشهر 10 متصوفين مغاربة مدفونين في المشرق تركوا بصمات وأتباع لمدارسهم الصوفية حتى وقتنا هذا.
أبي بكر الطرطوشي
من أكبر فقهاء المالكية المغاربة في مصر. درس في الأندلس ورحل إلى الشرق فحج وطاف بحواضره، ثم أقام بالإسكندرية وأصبح إمامها. رحل إليه طلاب العلم من مصر والمغرب، وعاش سبعين سنة وتوفي بالإسكندرية.
تحصيله للعلم ومكانته العلمية:
صحب أبا الوليد الباجي بمدينة سَرقُسْطَةَ، وأخذ عنه مسائل الخلاف وسمع منه، وأجاز له، وقرأ الفرائض والحساب بوطنه، وقرأ الأدب على أبي محمد بن حزم بمدينة إشبيلية.
رحل الإمام الطرطوشي إلى المشرق سنة 476هـ، وحج ودخل بغداد والبصرة، وسمع بالبصرة «سنن أبي داود» من أبي علي التُّسْتَرِيِّ، وسمع بغداد من قاضيها أبي عبد الله الدامغاني، ورزق الله التميمي، وأبي عبد الله الحميدي، وغيرهم.
وتفقه على يد الفقيه الشافعي أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي المعروف بالمستظهري، وعلى يد أبي أحمد الجُرْجَاني.
قال عن نفسه: “لم أرحل من الأندلس حتى تفقهت ولزمت الباجي مدة، فلما وصلت إلى بغداد دخلت المدرسة العادلية فسمعت المدرس يقول: مسألة إذا تعارض أصل وظاهر فأيها يحكم؟ فما علمت ما يقول ولا دريت إلى ما يشير حتى فتح الله وبلغ بي ما بلغ”.
الإمام الطرطوشي في الإسكندرية:
انتقل الإمام الطرطوشي بعد ذلك إلى الإسكندرية، وكان سبب إقامته بها ما شاهده من إقفار المساجد والمدارس من طلاب العلم والعلماء؛ بسبب ملاحقة العُبَيْدِيَّة لعلماء السنة، وتشريدهم، وقتلهم، وإيذائهم، فأقام بها إلى أن وافته المنية ينشر العلم، ويفقه الناس بأمور دينهم، ويُوثِّق صلتهم بكتاب الله وسنة رسوله، وكان يقول: “إن سألني الله تعالى عن المقام بالإسكندرية -لما كانت عليه في أيام العُبَيْدِيَّة من ترك إقامة الجمعة ومن غير ذلك من المنكرات التي كانت في أيامهم- أقول له: وجدت قوماً ضلالاً فكنت سبب هدايتهم”.