غفران حسايني: كاتب وإعلامي تونسي
قالوا: لماذا لم يستجب الله لملايين الدعوات لإنقاذ ريان؟
قلت: لقد أنقذه من عالم بائس نعيش فيه ورفعه إليه في عالم النور الأزلي.. أم تتصورون أن دنياكم خير من جنات النعيم؟ إن أعظم رحمات الله إخراج عبده من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.. من عالمنا المليء بالحفر إلى جنات عرضها كعرض السماء والأرض…
من قال أن الله لم يستجب؟ لقد استجاب وأنقذه إليه بتحريره تحريرا مطلقا وأبديا.. لماذا ترون موت العبد المؤمن عقوبة؟ هي عقوبة للأحياء ونصر مظفر ليس بعده خسران لمن اصطفاهم إليه..
ألم تقرؤوا كيف مات بعض أنبياء بني إسرائيل.. يحي عليه السلام قطعوه بالمنشار إلى قسمين.. الشهداء قتلوا تحت ضرب السيوف؟ هل ماتوا فعلا كما نعتقد نحن الساذجون ووضعوا في قبر إلى الأبد..؟.
لا لقد تحرروا حرية مطلقة فهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله..
فهل تعتقدون أن الخروج من عالمنا هذا.. عقوبة ؟
أنا أراه تكريما لمن اصطفاه الله وعقوبة لنا نحن الباقون الذين ملأنا عالما بالحفر ثم نبكي على من سقط فيها.. ولن تفهم هذا حتى ترى هذا العالم الموحش على حقيقته ثم يتبين لك من خيط إيماني رفيع أن الخروج منه إلى الرحمة الإلهية انتصار وفوز مبين..
لقد أنقذ الله ريان وعاقبنا نحن بالحزن والخذلان …أم تتصورون أن المعارك التي يحسمها الله تنتهي بخروج طفل من حفرة…أبدا لقد أخرج يوسف من قبل ثم جعله نبيا ووزيرا ونصره على اخوته نصرا مظفرا وأعاده إلى يعقوب .. ثم رفعه إليه وقص ذكره في القرآن ..ملحمة خالدة.
أما ريان فقد رفعه إليه وعاقبنا نحن الباقون هنا بخيبتنا..