خاص باليوم العالمي للمرأة : 8 مارس
بخطى واثقة وعزيمة قوية تشق الشابة المغربية فاطمة الزهراء العلوي طريقها بثبات في عالم المال والأعمال بمدينة إسطنبول، بعدما اكتسبت تجربة مهنية في مجال التواصل والتسويق الرقمي. زادها في رحلة الغربة تكوين أكاديمي جيد، ورصيد من العمل الجمعوي ترغب صادقة في استثماره لفائدة أبناء وطنها.
لمياء ضاكة
لا تخفي فاطمة الزهراء الصعوبات التي واجهتها للاندماج وولوج عالم الشغل، لاسيما عراقيل اللغة وإجراءات الإقامة وقوانين العمل، وأيضا قساوة الظروف التي فرضتها جائحة “كورونا”، غير أنها تعتبرها من ضرورات البداية، بل وتجعل منها محفزات لإثبات قدرة الشابة المغربية، عموما، على تخطي الصعاب وإثبات الذات، مؤكدة أنها يوم عثرت على فرصتها الأولى في تركيا قطعت عهدا ورفعت التحدي أنه لا رجوع دون تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها.
تدرك هذه الشابة، الحاصلة على الإجازة في الآداب واللغة الإنجليزية بجامعة مولاي إسماعيل بمدينة مكناس، ثم دبلوم في تسيير المقاولات من المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية، أن مدينة إسطنبول بوصفها مركزا ماليا عالميا صاعدا، ستقدم لها الفرصة التي تبحث عنها للتدرج في مهن الأسواق المالية والبورصة، وهي التي تتطلع إلى تأسيس مقاولتها الخاصة في هذا المجال الواعد.
بدينامية لافتة تقول فاطمة الزهراء “هذه المدينة هي التي اختارتني وليست أنا، زرت إسطنبول، المدينة العالمية الرائعة، عدة مرات مع أسرتي كسائحة ولي فيها صداقات، غير أنني لم أكن لأتصور إطلاقا أنها ستكون أولى المحطات في مساري المهني سنة 2018”.
وتحكي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها بعد حصولها على دبلوم تسيير المقاولات كانت الوجهة إسطنبول، تم قبول ترشيحها من طرف إحدى الشركات المتخصصة في الترجمة كمكلفة بالتسويق الرقمي والتواصل والترويج للمشاريع، التي غادرتها بعد ذلك للالتحاق بشركة متعددة الجنسيات متخصصة في التداول المالي والبورصة، حيث عُهد لها بمنصب التنسيق بين فرق التسويق في مختلف فروع المقاولة على المستوى الدولي.
وإلى جانب التركيز على تحقيق أهدافها المهنية، ترى فاطمة الزهراء العلوي في العمل الجمعوي، ولاسيما بأسلوبه العصري، ضرورة للشباب في الغربة، كقناة للإسهام في جهود تنمية بلدهم. وفي هذا السياق تعد هذه الشابة عضوا في المكتب التنفيذي لـ “مؤسسة المغرب” الخاصة بالجالية المغربية المقيمة بتركيا، التي أسستها حديثا مجموعة من الكفاءات المغربية من شتى المجالات والمشارب.
وبعد محطة التأسيس، تعتزم فاطمة الزهراء إلى جانب ثلة من خيرة الشباب المغربي الناجح بتركيا، تنظيم تظاهرات ثقافية وورشات تكوينية لفائدة أفراد الجالية في عدة تخصصات، ولاسيما ذات الصلة بتدبير المقاولات، الاستثمار، التصدير، العملات الرقمية، التسويق والتجارة الإلكترونية.
وتعتبر أن الهدف الرئيسي للجمعية يتمثل في تقديم صورة إيجابية عن شباب مغربي طموح وكفء في بلد المهجر، وتمكينه من فضاء رحب لتقاسم الخبرات، الاستفادة من التجارب، وتشبيك الاهتمامات، وإرساء شراكات كل في مجال اختصاصه، تحقيقا للتكامل بين أبناء الوطن الواحد.
وأضافت أن المؤسسة تشتغل على تسهيل اندماج الشباب، سواء الطلبة أو الراغبين في إحداث مقاولات خاصة بهم في تركيا، من بينها ندوات ولقاءات لفائدة القادمين الجدد، مسجلة أنها تشتغل على البوابة الإلكترونية للمؤسسة، بحيث تكون منصة تفاعلية تقدم خدمات توجيه وإرشاد، ذات صلة بالإجراءات الإدارية، يؤمنها أعضاء المؤسسة.
شغوفة بالعمل الاجتماعي التطوعي الذي انخرطت فيه منذ صغرها في العديد من المؤسسات الخيرية، ما تزال هذه الشابة تشغل نائبة رئيس جمعية شبابية بمسقط رأسها بمكناس، وأكدت أنها تساهم في نشاطات الجمعية عن بعد كقوة اقتراحية في اختيار الأنشطة والإعداد والترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن هذه الجمعية تستهدف فئة المراهقين، حيث تنظم لفائدتهم دورات تكوينية في هويات شبابية تعود عليهم بالنفع، من قبيل فنون الشارع والرياضات العصرية والرسم والكرافتي، على يد مختصين مغاربة وأجانب، لإفراغ طاقاتهم وتنمية قدراتهم في ذات الآن.
تعتقد فاطمة الزهراء أن المهن المرتبطة بالمال والأعمال، التي تقتحمها بكل ثقة وطموح، ليست مجرد أرقام وحسابات، بل عالم من الابتكار والإبداع ليس بأدوات الفن ولكن بلغة التكنولوجيا.