منبر_بريس/متابعة عزيز كروج.
تجوب شوارع وجدة ظاهرة تزداد انتشارًا وتثير القلق، ظاهرة التسول، التي لم تعد تقتصر على الكبار فحسب، بل امتدت لتطال أطفالًا صغارًا لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. مشهد أصبح مألوفًا ومحزنًا في آن واحد: وجوه بريئة تقف عند إشارات المرور، أمام أبواب المساجد، أو تتجول بين المقاهي، تستجدي عطف المارة بحثًا عن بضع دراهم.
الغريب والمقلق في هذه الظاهرة هو وجود أولياء أمور يراقبون أطفالهم عن كثب من بعيد، مستغلين براءة وصغر سن هؤلاء الأطفال لاستدرار الشفقة وكسب المال. إنها استراتيجية بشعة تستغل ضعف الصغار وحساسية المجتمع تجاههم، محولةً الطفولة إلى وسيلة للكسب غير المشروع. هذا المنظر يطرح تساؤلات ملحة حول دور الجهات المعنية ومسؤوليتها.
أين حماية الطفل من هذه الممارسات؟ ألا ترى هذه الجهات أن هؤلاء الأطفال يُحرمون من أبسط حقوقهم في اللعب، التعليم، والعيش الكريم؟ إنهم ضحايا استغلال بشع يحرمهم من مستقبلهم ويقذف بهم في عالم من الحرمان والمخاطر.
لقد آن الأوان للجهات المسؤولة، من سلطات محلية ومؤسسات حماية الطفولة وجمعيات المجتمع المدني، للتدخل الفوري والحازم. يجب أن تتحرك هذه الجهات للحد من هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم ويصعب السيطرة عليها. لا بد من تطبيق قوانين صارمة تجاه كل من يستغل الأطفال في التسول، وتقديم الدعم والرعاية اللازمة للأطفال المتسولين وعائلاتهم.
إن حماية أطفالنا هي مسؤولية جماعية، ومستقبل مدينة وجدة مرهون بقدرتنا على توفير بيئة آمنة وكريمة لجميع أبنائها. فهل سنشهد تحركًا جادًا قبل فوات الأوان؟