تعيش مخيمات تيندوف على صفيح ساخن منذ أيام، في ظل فوضى أمنية مع الأنباء الواردة من مخيم العيون حول اصطدامات عنيفة جرت بين عصابات مسلحة، وقبل ذلك اصطدامات أخرى بمخيم السمارة بين مجموعات ذات طابع قبلي على إثر مشادات بين مهربين تورط فيها أمن البوليساريو، ثم الإعتصامات والإضرابات التي يخوضها عناصر البوليساريو الأمنية بسبب تأخر استلام مستحقاتهم المالية بالرابوني.
وفي ذات السياق، يقول محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الانسان، إن هذه التطورات تصب جميعها في عجز جبهة “البوليساريو” عن ضبط الوضع الأمني في الميخمات، ما سيكرس المخاطر الأمنية التي سبق أن أشار إليها الأمين العام الأممي في تقاريره حول ملف الصحراء، حيث أكد على ارتباط تلك المخاطر بالجماعات المسلحة وعصابات التهريب بالساحل والصحراء.
خلاصات تعزز، حسب قوله، دور البوليساريو الإقليمي كعامل تقويض للأمن والإستقرار باتت تهدد السلم في كافة دول المنطقة، لكنها ستعزز الخلاصات التي يؤكدها عديد المتدخلين الدوليين بضرورة العمل على تفكيك مخيمات تيندوف.
مساعي استتباب الأمن في المنطقة حسب قوله، لا تزال تصطدم بتعنت الجزائر الرافض لإشراف الهيئات الأممية المعنية بتدبير المساعدات الإنسانية على تلك المخيمات، والمتملصة من مسؤولياتها القانونية والإنسانية إزاء اللاجئين المتواجدين داخل ترابها الإقيمي، إضافة إلى رفضها إحصاء اللاجئين ومعرفة خلفيات انتماءاتهم المناطقية.
وكان المغرب ودول عديدة، قد نبهت مرارا، إلى الخطر الذي يمثله غياب الاستقرار والأمن في المنطقة، وصبه لصالح الجماعات المتطرفة النشطة في الساحل والصحراء.