منبر- بريس – بقلم: عابدي جلال
تشهد مدينة وجدة خلال السنوات الأخيرة انتشارًا لافتًا لدراجات التوصيل التابعة لتطبيقات المطاعم والمتاجر الإلكترونية. ورغم ما توفره هذه الخدمة من سرعة في تلبية حاجيات المواطنين وتوفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب، إلا أن حضورها المكثف في شوارع المدينة أصبح يطرح إشكالات متزايدة تتعلق بالسلامة الطرقية.
فوضى في الشوارع وسلوكيات متهورة
في مختلف شوارع وجدة، خصوصًا بشارعي محمد الخامس ولالة عائشة و شارع المقدس ، باتت السرعة المفرطة وتغيير الاتجاهات بشكل مفاجئ مشاهد يومية يقوم بها بعض سائقي الدراجات. هذه التصرفات الخطيرة تخلق حالة من الفوضى وتربك مستعملي الطريق، خاصة عند التقاطعات وأمام الإشارات الضوئية.
عدد من المواطنين أكدوا لـ”منبر-بريس” أن هذه الدراجات تتحرك أحيانًا بطريقة تهدد الراجلين، خصوصًا بالقرب من الأسواق الشعبية والمراكز التجارية، حيث يتضاعف الضغط في ساعات الذروة.
ارتفاع الحوادث وإصابات خطيرة
وفق مصادر جمعوية تُعنى بالسلامة الطرقية بوجدة، فقد ارتفع عدد الحوادث المسجلة خلال السنة الجارية، وكان جزء مهم منها مرتبطًا بدراجات التوصيل. وتعود خطورة هذه الحوادث إلى ضعف تجهيزات الحماية لدى السائقين، وعدم استعمال الخوذات بانتظام، إضافة إلى استعمال دراجات مستعملة أو غير مؤمّنة بشكل قانوني.
مهنيو القطاع يؤكدون أن ضغط العمل والأجور المرتبطة بعدد الطلبات يدفع بعض السائقين إلى المجازفة، محاولةً منهم لإنهاء أكبر عدد من التوصيلات في وقت وجيز، مما يجعلهم أكثر عرضة للحوادث.
دعوات إلى تنظيم القطاع وتشديد المراقبة
تطالب فعاليات مدنية السلطات المحلية بوجدة بضرورة تنظيم قطاع التوصيل وإلزام الشركات بتكوين مهنييها في قواعد السير، وتوفير خوذات وسترات عاكسة ذات جودة، مع تشديد المراقبة على الدراجات غير القانونية.
كما يدعو خبراء السلامة الطرقية إلى إطلاق حملات تحسيسية داخل المؤسسات التعليمية والفضاءات التجارية، لتوعية السائقين بمخاطر السياقة المتهورة، وتشجيع الزبائن على دعم الممارسات الآمنة بدل الضغط من أجل السرعة.
خدمة مهمة… لكن السلامة أولًا
يبقى انتشار دراجات التوصيل بوجدة ظاهرة مرتبطة بتطور حاجيات المدينة ورغبة الشباب في العمل، إلا أن تزايد المخاطر يستدعي تدخلًا عاجلًا يضمن احترام قانون السير ويحمي أرواح مستعملي الطريق.
فخدمة التوصيل ضرورية… لكن السلامة الطرقية ضرورة أكبر.














