وجدة / أبو آية
على مدى أسبوع كامل لا صوت يعلو على صوت النساء في عيدهن العالمي…مجاملات من النصف الآخر وعبارات شكر مستحقة لنساء أبلين البلاء الحسن في شتى الميادين.
بمدينة وجدة أيضا نرمي سيدات بالورود ونبارك لهن، فنحن في زمن غير الزمن والموجة الجديدة تخرجنا قسرا من عالم التزمت لنشد على أيدي النساء بحرارة، فهن نصفنا الآخر طبعا، وعادة ما يكون الأمر نابع من تقليد لم نستطع الإقلاع عنه، ولكن بالمدينة نفسها، تستحق سيدات تماثيل من ذهب على أعمال جليلة يقدمنها دون انتظار المقابل، وبنكران ذات قل نظيره.
هن كثيرات بمدينة الألف من يستحقن باقة ورد وقبلة على الجبين، ومن بين هؤلاء سيدة حولت أنقاض جمعية كانت بالأمس تبكي حالها، إلى مؤسسة قائمة الذات تقدم خدماتها للفئات الاجتماعية المختلفة، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المعوزة. الجمعية حصلت على جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة في المنطقة العربية لعام 2021
إنها الحاجة حورية عراض رئيسة جمعية الشبيبة لذوي الاحتياجات الخاصة وأصدقاؤها التي كدت واجتهدت في سبيل تطوير هذه الجمعية التي تحولت إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية. سنة 2000 من هذا القرن كانت الانطلاقة الصعبة للغاية، حيث وجدت الحاجة عراض كرئيسة جديدة للجمعية، نفسها في مواجهة الطواحين، ذلك أن الجمعية كانت قبل ذلك مجرد بقرة حلوب ومكان صراع بين عديد من الجهات، غير أنها استطاعت تخطي كل هذه الصعاب بفضل صبرها واجتهادها وثقة ذوي الاحتياجات الخاصة، فيها.
اليوم يتغنى الوجديون بمؤسسة صارت أيقونة للعمل الاجتماعي والإنساني محليا ووطنيا، واليوم يحق للوجديين أن يقولوا أن ربيع وجدة يزهر مرتين، بعدما صارت حورية عراض سيدة في مصاف الكبيرات في الميدان الإنساني والاجتماعي، بفضل تغييرها للصورة النمطية للعمل الجمعوي بالمدينة والجهة، عمل ترفع عن الارتزاق وتحويل الهبات والميزانيات، إلى منطق جديد ينبني على الشراكات والاتفاقيات، بناء مرتبط بالحكامة الجيدة المبنية على المسؤولية المرتبطة بالمحاسبة.
اليوم تستطيع حورية عراض أن تأخذ قسطا من الراحة، لأنها أهلت وكونت فريق عمل يستطيع تدبير شؤون المؤسسة على نبض الساعة، كخلية نحل كل عنصر فيها يقوم بكل ما أوكل له من مهام.
حورية عراض لا تحتاج للتتويجات والظهور أمام عدسات التصوير، بقدر ما هي محتاجة لدفعة معنوية واستراتبجية ليستمر التناغم بين المؤسسة التي تديرها والمرتفقين من مختلف الفئات. فلا أحد يستطيع أن ينكر الأيادي البيضاء لهذه السيدة، بالأمس واليوم وغدا أيضا…ففي الوقت الذي تزهو النساء بباقات الورود وتذاكير بالمناسبة، تعكف الحاجة حورية عراض على إحصاء الفئات المعوزة تحسبا لمساعدتها و رسم الابتسامة على وجوهها خلال رمضان الأبرك.
تحقق حورية عراض كل هذا الإنجاز، لكن دون استعلاء ولا تكبر، فهي تثني كثيرا على رفيق دربها / زوجها الذي تعتبره سندا كبيرا لها يستحق كل التوقير والاحترام، دون أن تنسى مجلس الشورى بمنزلها، أبناؤنا دعاء صابرين ومحمد امين الذين عادة ما يتحولون لبرلمانيبن يناقشون ويوجهون ويسدون النصح انطلاقا من تجربتهم واهتماماتهم المختلفة في مجالات السياسة وتدبير الشأن العام وغيرها.