منبر بريس/حليمة انفينيف اللوزي
نعيمة بن مسعود: حينما تبدع الصانعة التقليدية لوحة جذابة بدون ريشة
ضيفة حلقتنا من برنامج صنعة وصانع هي المعلمة من الطراز العالي السيدة نعيمة بن مسعود والتي ابت إلا ان تبدع اناملها زرابي تبهر الناظرين و توازي لوحات عالمية لكن بدون ريشة، ضيفتنا هي من مدينة وزان مرت بمراحل مختلفة لتكون صانعة تقليدية في مجال الزرابي بإمتياز رغم الظروف والصعوبات والعراقيل،وكالعادة أول سؤال لضيفتنا من هي نعيمة بن مسعود ؟!!
السيدة نعيمة بن مسعود:نعيمة بن مسعود هي صانعة تقليدية في مجال الزرابي ورئيسة تعاونية للزرابي بوزان والمكلفة بتسيير حساباتها والتي يوجد مقرها بمجمع الصناعة التقليدية بوزان.
السيدة نعيمة بن مسعود كيف كانت بداياتك في مجال الصناعة التقليدية؟؟
السيدة نعيمة بن مسعود:كما تعلمين ان اباءنا واجدادنا كانوا يقدرون الصناعة التقليدية ويحبونها ويفتخرون بها ولما كنت ادرس بالمستوى الخامس ابتدائي حيث قامت والدتي بتسجيلي بأحد المراكز المتخصصة في الصناعة التقليدية بشعب مختلفة من خياطة وزرابي ونجارة وغيرها من الحرف مع العلم ان المسجلين بذاك المركز كانوا يمتلكون حبا كبيرا للصناعة التقليدية على عكس ما نراه اليوم من نفور، كما كان المعلمين والمعلمات الذين يشرفون على تعليمنا يحضون بحب واحترام كبيرين من لدنا،وللإشارة ففي الحقبة التي كنت اتلقى تعليما في مجال الصناعة التقليدية كانت الوزارة الوصية على القطاع تمنحنا منحة قدرها 45 درهم ،وقد كان هذا المبلغ الزهيد يعني لنا الشيء الكثير في تلك الفترة،وكنا نحمل ذاك المبلغ وكلنا غبطة وسرورا من اجل تقديمه للأباء،كما كانت مساعدة تقوم بتقديمها السفارة الامريكية لطلبة هذا المركز المتخصص في الصناعة التقليدية عبارة عن مواد غذائية من طحين وزيت وسكر وغيره من المواد الاستهلاكية وكانت من وجهة نظري محفزات تساهم في الاقبال على تعلم حرف الصناعة التقليدية عكس الحقبة الحالية التي تخلو من المحفزات مما خلف نفورا وعدم إقبال الشباب على الصناعة التقليدية.
السيدة نعيمة نود معرفة المشاكل التي يعاني منها قطاع الصناعة التقليدية عموما وحرفة الزرابي خصوصا؟؟
اولا اود ان اخبرك انه اشرف على رئاسة هذه التعاونية منذ سنة 1985 ولولا الصبر والحب الذي اكنه للصناعة التقليدية وحرفة الزرابي على وجه الخصوص وحب المتعاونات الذي يجمعنا لما كنت مستمرة في هذا المنصب،لأنه هذا تكليف قبل ان يكون تشريف،وما يعرفه القطاع من مشاكل وإكراهات في السنوات الاخيرة من الدوافع التي تجعلني اقدم إستقالتي لمرات عديدة و اذكر من بين هذه الإكراهات التي نواجهها هي التسويق إذ وبسبب غلاء المواد الاولية تصل تكلفة الزربية لمبلغ مرتفع مما يصعب على الزبون اقتناءها، زد على ذلك مصاريف التعاونية من دفع اجر المحاسب والمسير في غياب تسويق يكفي لكل هذه المصاريف،كما انه هناك إشكال ٱخر وهو انه اصبح كل من تحاول استقطابه لمجال الصناعة التقليدية وتعليمه حرفة الزرابي يطلب اجرا بحيث كل ما يهمه هو المبلغ الذي سيتقاضاه ولا يهمه الحرفة او الصنعة التي سيتلقاها،إضافة إلى المشكل الاهم وهو المعارض إذ اصبحنا نشارك في المعارض فقط من اجل عرض منتوجاتنا دون بيعها يعني مشاركة برتبة إشهار لا غير، ونحن من نتحمل مصاريف التنقل دون ادنى مساعدة من الوزارة الوصية على القطاع،كما ان الزبون اصبح يفضل الزربية الميكانيكية عوض زربية تقليدية نسجت بطرق يدوية دقيقة ومتقنة وكل هذه المعاناة كان نظام التغطية الصحية الإجبارية AMO له نصيب في ذلك بحيث قرر العديد من الصانعين والصانعات التشطيب عن انفسهم من مجال الصناعة التقليدية بسبب تراكم مستحقات التغطية الصحية الإجبارية والتي لا يجدون لها بدا من أدائها بسبب قلة الموارد المالية لديهم.
السيدة نعيمة ماهي رسالتك التي توجهينها للصناع التقليديين؟؟؟
السيدة نعيمة بن مسعود:رسالتي موجهة لكل الصناع التقليديين بجنسيهما وارفع لهما القبعة على نضالهم وحبهم للصناعة التقليدية وتضامنهم مع بعضهم البعض كما ارجوا ان تحدث تكثلات من اجل إيصال اصواتهم لان اليد الواحدة لا تصفق،لان كل منتوج يتطلب مشاركة عدة ايادي من اجل إكماله واتمنى لهم الصحة والعافية وطول العمر والله يتقبل منا جميعا الصيام والقيام.
ختاما قرائنا الاعزاء اود ان اشكر ضيفتنا المتميزة السيدة نعيمة بن مسعود على قبول الدعوة و على المعلومات القيمة التي قدمتها لنا في هذا الحوار الشيق والمفيد وختامه بمقولتنا المعتادة “الصنعة الا ما غنات تستر وقيلة تزيد في العمر”ودامت لكم الصحة والسلامة.