كشفت أرقام شركة “كوريس” المكلفة بتقديم أرقام مشتريات ومبيعات الغاز والنفط في إسبانيا، أن هذه الأخيرة خفضت اعتمادها على المواد الطاقية القادمة من الجزائر بأكثر من الثلث حيث لم تعد تمثل سوى 29 في المائة من إجمالي احتياطياتها، في حين ذهبت الصدارة للولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت صادراتها إلى البلد الإيبيري هذا العام بما يقارب 400 في المائة.
وقال التقرير الخاص بالثلث الأول من سنة 2022، أن إسبانيا تلقت واردات الخام جزائرية من النفط والغاز أقل بـ37,5 في المائة مما كان عليه الأمر خلال الفترة نفسها من سنة 2021، وفي الوقت الذي كانت مصادر الطاقة الجزائرية تشكل 60 في المائة من احتياطيات إسبانيا قبل عام فإنها حاليا لم تعد تتجاوز 29 في المائ، في حين تجلب 43,3 في المائة من حاجياتها من السوق الأمريكية.
ويقول التقرير إن حكومة مدريد صارت تستورد مواد طاقية خامة بشكل أكبر من أمريكا بنسبة بلغت هذه السنة 391,7 في المائة، على الرغم من أن التكاليف أعلى مقارنة بالواردات القادمة من القارة الإفريقية بنسبة قد تصل إلى 50 في المائة بسبب عمليات المعالجة المختلفة، وذلك في ظل اعتماد الإسبان أكثر على جلب حاجياتها الطاقية عبر السفن بدل خطوط الغاز.
وإجمالا، ارتفعت الواردات المنقولة عبر السفن بنسبة 76,7 في المائة مقابل انخفاض الإمدادات الآتية عبر خطوط أنابيب الغاز بنسبة 48,3 في المائة، وهو الأمر الذي يلعب فيه قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون العام الماضي بوقف العمل بالخط المغاربي الأوروبي المار من الأراضي المغربية والاكتفاء بخط “ميد غاز” المباشر مع إسبانيا، دورا رئيسيا في هذا الوضع في خضم الصراع الدبلوماسي الجزائري المغربي.
وأثارت هذه الأرقام اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية، التي ربطت الأمر بتحسن العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية عقب إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، إلى جانب استمرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في عهد الرئيس جو بايدن، بالإضافة إلى ردود الفعل الجزائرية حول تطورات هذا الملف وعلى رأسها التلويح برفع أسعار الغاز أمام مدريد.